تكنولوجيا متطورة تفتح الطريق لاكتشاف عدد كبير من الكواكب السيارة
تمكن الفلكيون في وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» NASA من اكتشاف سحابة كونية ضخمة مؤلفة من عدد كبير من الكواكب السيارة، وذلك باستخدام تلسكوب الفضاء الأمريكي «كبلر» Kepler Spacecraft الذي يدور حول الأرض خارج الغلاف الغازي الأرضي ليتمكن من التقاط الكواكب السيارة البعيدة في المجموعة الشمسية والتي تظهر على شكل نقاط باهتة جدا.
استخدم الفلكيون تقنية حديثة جدا في اكتشاف هذه الكواكب السيارة، وهي احتجاب النجم من قبل الكوكب الذي يدور حوله تماما مثل حجم القمر للشمس أثناء الكسوف الشمسي، حيث يقل لمعان النجم لفترة وجيزة من الزمن ثم يعود إلى لمعانه الطبيعي بعد أن يجتاز الكوكب قرص النجم، ومن خلال قياس مدة حجب الكوكب لضوء النجم وقياس بعد النجم يستطيع الفلكيون قياس حجم الكوكب المرافق وبعده عن النجم وكتلته وما إلى ذلك من معلومات.
يقدر علماء الفلك العاملون ضمن مشروع «كبلر» الفضائي أن يتم اكتشاف حوالي 1200 كوكب سيار خلال الشهور الأربعة المقبلة، منها 408 نجوم يعتقد أنها تتكون من كوكبين أو أكثر، إلا أن علماء الفلك يعتقدون أن هذه الكواكب السيارة لا تشبه الأرض في صفاتها الفلكية والجيولوجية والبيئية.
الفلكي «ديفيد لآثام» David Latham من « (مركز هارفارد _ سميثسونيان للفيزياء الفلكية) (Harvard-Smithsonian Center for Astrophysics) لم نكن نتوقع أن نكتشف سوى كوكبين أو ثلاثة كواكب سيارة باستخدام هذه التكنولوجيا وهي عبور الكوكب من أمام النجم، لكننا تمكنا من اكتشاف أكثر من مئة كوكب، والعدد مرشح للازدياد خلال الفترات القادمة - إن شاء الله.
المشكلة الرئيسية التي تواجه اكتشاف كواكب سيارة أخرى من خلال المجس «كبلر» كما يقول الدكتور ديفيد هي أن عدد كبير من الكواكب لا تدور حول النجوم بنفس مستوى خط البصر من كبلر، أي أن مداراتها تميل كثيرا على مستوى خط البصر من الأرض، لذلك فان هذه الكواكب السيارة لا تعبر النجم بالنسبة لنا من الأرض بل تمر إما من فوق قرص النجم أو تحته وبالتالي لا يحدث عبور للكوكب من أمام النجم ومن ثم لا نتمكن من دراسة النجم أو الكواكب المرافقة.بعض الكواكب المكتشفة من خلال كبلر كانت اصغر من كوكب «نبتون» Neptune المعروف في نظامنا الشمسي، أي اصغر حجما من كوكب «المشتري» Jupiter عملاق الكواكب السيارة في المجموعة الشمسية، أي أن هذه الكواكب العملاقة غازية وليست صخرية مثل الأرض والزهرة وعطارد، ويسعى الفلكيون لاكتشاف كواكب صخرية صغيرة الحجم، لكن اكتشاف مثل هذه الكواكب غاية في الصعوبة بسبب صغر حجمها وضالة تأثيرها على النجم التي تدور حوله.
الجدير بالذكر أن الفلكي «ديفيد لآثام» قدم ورقة بحثية بهذا الاكتشاف في اجتماع الجمعية الفلكية الأمريكية رقم 218 الأخير.